المؤلف: احمد محمد السباعي
الوزن : غلاف مقوي
الحجم : 17*24
الورق : 70 جرام ابيض
الصفحات : 407
تاريخ النشر : 2024

  اضافة الي السلة  

نبذه عن الكتاب :

للاطلاع علي الفهرس اضغط هنا https://bit.ly/4bmd3o7

للصِّحافةِ دورٌ مهمٌّ وبارزٌ في حياةِ الشعوب؛ لِمَا تقومُ به من تنويرِ الرأي العامِّ وتبصيرِه، إذ إنها تكشفُ له ما قد يكونُ من نقصٍ في جوانبِ المجتمع، وتدفعُ الجهاتِ المسئولةَ إلى إصلاحِ هذا النقصِ وإكمالِه.

فالحمايةُ القانونيةُ الدوليةُ للصحفيينَ في حالةِ السلم، تختلفُ عن الحمايةِ في حالةِ النزاعاتِ المسلحة؛ لوجودِ آلياتٍ قانونيةٍ دولية، تُمَكِّنُ الصحفيينَ من الدفاعِ عن حقوقِهم، من خلالِ معرفةِ الإطارِ القانونيِّ الدوليِّ للعملِ الصحفي، وأساليبِ استعمالِهِ، سواءٌ في إطارِ الإعلاناتِ الدوليةِ أو الإقليمية، وحتى في الدساتيرِ أو التشريعاتِ الداخلية، بالإضافة إلى أنَّ هناك دورًا لوسائلِ الإعلامِ في التعريفِ بثقافةِ حقوقِ الإنسانِ ونشرِهَا، كما أن معرفةَ الصحفيِّ لحقِّهِ هي أولى وسائلِ دفاعِهِ.

ويرجعُ سببُ اختلافِ إطارِ حمايةِ الصحفيون في زمنِ السلمِ عنه في النزاعاتِ المسلحة، إلى أنَّ ظروفَ ممارسةِ الصحفيينَ لعملِهم في أوقاتِ النزاعاتِ المسلحة أكثرُ سوءًا مع تزايدِ خطورةِ تغطيةِ وقائعِ النزاعِ المسلحِ على الصحفيين.

فكان لابُدَّ من وضعِ قواعدَ تُجَرِّمُ الهجماتِ غيرَ المشروعةِ التي تستهدفُ الصحفيين، ولعلَّ ذلك يرجعُ إلى أن جُلَّ اهتمامِ الأطرافِ المتنازعةِ يَنْصَبُّ حول كيفيةِ إحرازِ النصرِ في المعركة، أكثرُ من اهتمامِهِم باحترامِ أمنِ رجالِ الإعلام، فكُلُّها تُعَدُّ عواملَ تَزِيدُ من مخاطرِ التغطيةِ الإعلاميةِ للنزاع وتؤكدُ ضرورةَ إيجادِ إطارٍ قانونيٍّ يقررُ عدمَ مشروعيةِ تلك الهجمات، وإقرارِ قواعدَ تضمنُ حمايةَ تلك الفئةِ في ظلِّ هذه الأوضاع، خاصةً إذا عَلِمْنَا النِّسبةَ المرتفعةَ للصَّحفيينً الذين لَقَوْا حتفَهم في العالمِ.

ومن هذا المنطلق، تبرزُ أهميةُ هذا الكتاب لعدةِ اعتباراتٍ: أولُها: الدورُ الكبيرُ الذي يؤديه الصحفيونَ خلالَ فترةِ النزاعاتِ المسلحة، في مجالِ التعريفِ بالقانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ وضحايا النزاعاتِ المسلحة، إذ يُعَدُّ هذا الأخيرُ وسيلةً من وسائلِ الكشفِ عن الجرائمِ والانتهاكاتِ بل والحدِّ منها، بتقييدِهِ لحريةِ الأطرافِ المتحاربةِ في استخدامِ أساليبِ القتالِ التي تحظُرُها قواعدُ القانونِ الدوليِّ الإنساني.

وأخيرًا، أُهدي هذا الكتابَ إلى القارئِ الكريم، وإلى المهتمين بالدراسات القانونية، وإلى حراسِ الحقيقةِ جميعِ صحفيي العالم، الذين ينقلون الحدث أولًا بأول بصدقٍ وموضوعية، دون تهويلٍ أو تهوين؛ ابتغاء نقل الحقيقة وأمانة الكلمة، خاصةً في مناطق النزاعاتِ المسلحة، متحملين في سبيل ذلك كلَّ المشاق.